الخميس، 1 أكتوبر 2009



المهندس الاعظم
"من وضع قياسها لانك تعلم أو من مد عليها مطمارا" أى (38:5)
عجز اللسان عن وصفها ، وضاقت الأفكار عن احتوائها ، وتراجعت العقول و الأذهان عن فهمها ، وتهشمت على صخرتها نظريات و تجاوزات ........ انها قدرة الله .
" اسأل البهائم فتعلمك ، وطيور السماء فتخبرك ، أو كلم الأرض فتعلمك " أي (7:12)
يا لها من روعه عندما علّقت الأرض على لا شيء . أى ( 7:26)
سوى كلمة قدرته.
اسمع ماذا تقول السماء وما يقوله الفلك وهو يرقص ترنما في مداره محدثا بمجد الله وعمل يديه.
لقد أخذ الانسان الطبيعة بسبب روعتها وانبهاره بها اله ليعبده ، فما بالك بخالق الطبيعة نفسها ، فلو عرفوه حقيقة لسجدوا له حالا.
وقف القديس اغسطينوس يوما ليتحاكى مع الطبيعة ، فسأل جميع الحيوانات والمخلوقات ، أانت الله ؟ فردت خاشعة :لا لسنا نحن. فعاد وسأل البحر والغمر، أانت ربىّ ؟ فأجابت: لا . فسأل النجوم والكواكب ، أنت ؟ فقالت: لست أنا ربك.
فسألها أخيرا ، ان لم تكونوا أنتم ربىّ...فأخبروني شيئا عن الله !!
ردت الطبيعة في صوت واحد: انه هو الذي خلقنا.
ومع كل هذا لم يصغ الانسان لصوت الطبيعة وأعطى لدروسها ظهره. وأخذ ينتهج مبدأ "أبيكوروس" في تطاول ملحوظ على خالقه " ألذي منه وبه وله كل شيء " رومية (33:11)
المبدأ ألذي يتوهم أن الأشياء وجدت من تلقاء ذاتها وبمجرد الصدفة.
هل الصدفة هي التي علّقت الأرض في الخلاء ؟... وهل هي أيضا التي حفظت الأرض في مدارها حول الشمس ؟!!
(تقع الأرض في دورانها حول الشمس تحت تأثير قوتين هما قوة الجاذبية وقوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض حول الشمس بسرعة كبيرة )
هل الصدفة هي ما فعلت كل هذا ؟
هل الصدفة هي التي جعلت فصول السنة تتعاقب باحكام تام دون تبديل او تأخير ؟
هل الصدفة وراء زنابق الحقل التي لا تتعب ولا تغزل؟ مت(28:6)
هل هي ايضا التي جعلت الأرض علي مسافة 160 مليون كيلو متر
من الشمس بحيث انها اذا اقتربت أو ابتعدت فيها فناء لنا ؟ أو جعلت نسبة الأكسجين في الهواء 21%.
ولكن لم يقف الانسان عند هذا الحدّ من التطاول ، فاننا نراه بكل غباء وجهل يتحدى هذه القدرة ويشتهى الالوهية معتقدا بأن التفاحة ستعطيها له ، كما انه تحدى ارادة الله وأخذ يبنى لنفسه أبراجا . ولكن هيهات فهو لا يعرف أن
الرب في العلى اقدر


أندرو مجدي سميح
كلية الهندسة
دير ابو حنس- ملوي- المنيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق